خطبه امام سجاد عليه السلام
الحمد لله رب العالمين، مالك يوم الدين، بارىء الخلائق اجمعين، الذي بعد فارتفع في السموات العلى و قرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الامور و فجائع الدهور و الم الفجائع و مضاضة اللواذع و جليل الرزء و عظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.
ايها القوم! ان الله و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة و ثلمة في الاسلام عظيمة، قتل ابوعبد الله الحسين عليه السلام و عترته و سبي نساؤه وصيته و داروا برأسه في البلدان من فوق عالي السنان و هذه الرزية التي لا مثلهارزية.
ايها الناس! فاي رجالات منكم تسرون بعد قتله؟ ! ام اى فؤاد لا يحزن من اجله؟ ام اية عين منكم تحبس دمعها و تضن عن انهمالها؟ ! فلقد بكت السبع الشداد لقتله و بكت البحار بامواجها و السموات باركانها و الارض بارجائها و الاشجار باغصانها و الحيتان و لجج البحار و الملائكة المقربون و اهل السموات اجمعون.
يا ايها الناس! اي قلب لا ينصدع لقتله؟ ! ام اي فؤاد لا يحن اليه؟ ! ام اي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام و لا يصم.
ايها الناس! اصبحنا مطرودين مشردين مذودين و شاسعين عن الامصار كأنا اولاد ترك و كابل من غير جرم اجترمناه ولا مكروه ارتكبناه و لا ثلمة في الاسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين ان هذا الا اختلاق.(31)
والله لو ان النبي صلى الله عليه و آله تقدم اليهم في قتالنا كما تقدم اليهم في الوصاية بنا لما ازدادوا على ما فعلوا بنا، فانا لله و انا اليه راجعون من مصيبة ما اعظمها و اوجعها و افجعها و اكظها و افظعها و امرها و افدحها فعندالله نحتسب فيما اصابنا و ما بلغ بنا فانه عزيز ذوانتقام .(32)