تفسیر سوره طه (2)
كتاب: ترجمه المیزان، ج 14، ص 225
نویسنده: علامه طباطبایى
قال فمن ربكما یموسى (49) قال ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى (50) قال فما بال القرون الأولى (51) قال علمها عند ربى فى كتب لا یضل ربى و لا ینسى (52) الذى جعل لكم الأرض مهدا و سلك لكم فیها سبلا و أنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزوجا من نبات شتى (53) كلوا و ارعوا أنعمكم إن فى ذلك لایت لأولى النهى (54) منها خلقنكم و فیها نعیدكم و منها نخرجكم تارة أخرى (55) و لقد أرینه ءایتنا كلها فكذب و أبى (56) قال أ جئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك یموسى (57) فلنأتینك بسحر مثله فاجعل بیننا و بینك موعدا لا نخلفه نحن و لا أنت مكانا سوى (58) قال موعدكم یوم الزینة و أن یحشر الناس ضحى (59) فتولى فرعون فجمع كیده ثم أتى (60) قال لهم موسى ویلكم لا تفتروا على الله كذبا فیسحتكم بعذاب و قد خاب من افترى (61) فتنزعوا أمرهم بینهم و أسروا النجوى (62) قالوا إن هذن لسحرن یریدان أن یخرجاكم من أرضكم بسحرهما و یذهبا بطریقتكم المثلى (63) فأجمعوا كیدكم ثم ائتوا صفا و قد أفلح الیوم من استعلى (64) قالوا یموسى إما أن تلقى و إما أن نكون أول من ألقى (65) قال بل ألقوا فإذا حبالهم و عصیهم یخیل إلیه من سحرهم أنها تسعى (66) فأوجس فى نفسه خیفة موسى (67) قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى (68) و ألق ما فى یمینك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كید سحر و لا یفلح الساحر حیث أتى (69) فألقى السحرة سجدا قالوا ءامنا برب هرون و موسى (70) قال ءامنتم له قبل أن ءاذن لكم إنه لكبیركم الذى علمكم السحر فلأقطعن أیدیكم و أرجلكم من خلف و لأصلبنكم فى جذوع النخل و لتعلمن أینا أشد عذابا و أبقى (71) قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البینت و الذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحیوة الدنیا (72) إنا ءامنا بربنا لیغفر لنا خطینا و ما أكرهتنا علیه من السحر و الله خیر و أبقى (73) إنه من یأت ربه مجرما فإن له جهنم لا یموت فیها و لا یحیى (74) و من یأته مؤمنا قد عمل الصلحت فأولئك لهم الدرجت العلى (75) جنت عدن تجرى من تحتها الأنهر خلدین فیها و ذلك جزاء من تزكى (76) و لقد أوحینا إلى موسى أن أسر بعبادى فاضرب لهم طریقا فى البحر یبسا لا تخف دركا و لا تخشى (77) فأتبعهم فرعون بجنوده فغشیهم من الیم ما غشیهم (78) و أضل فرعون قومه و ما هدى (79)